وداع صاحب "الفرح" و"الليلة الكبيرة".. «المتحدة» تنعى السيناريست أحمد عبدالله: رحل من كتب نبض الشارع المصري
في مشهدٍ يختلط فيه الأسى بالامتنان، نعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية السيناريست الكبير أحمد عبدالله، الذي رحل عن عالمنا مساء الأربعاء، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا ثريًا امتد لأكثر من ربع قرن، نقش خلاله اسمه بين أعمدة السينما المصرية الحديثة.
وقالت الشركة، في بيانها، إن الفقيد كان من أبرز من كتبوا للسينما بروح المصريين، بوجوههم البسيطة ولهجتهم الصادقة وأحلامهم الصغيرة التي تشبه الوطن. كان يعرف كيف يصوغ الألم في مشهد، والفرح في جملة، فيجعل من الحياة اليومية حكاية تليق بالشاشة الكبيرة.
وأكد البيان أن أعمال الراحل، التي تنوعت بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، لم تكن مجرد أفلام عابرة، بل وثائق شعورية تحفظ ملامح جيل عاش التحولات الكبرى في المجتمع المصري. من «كباريه» الذي قدّم عوالم المهمشين، إلى «الفرح» الذي صاغ فيه حكايات الناس بلغة تمس القلب، وصولًا إلى «الليلة الكبيرة» التي جمع فيها الوطن بأطيافه على مائدة الفن.
كان أحمد عبدالله، كما وصفه البيان كاتبا يحترف الغوص في تفاصيل الإنسان، يكتب بصدق يُشبه اعترافا طويلا، ويمنح شخصياته حياة تتجاوز حدود الورق والمشهد. استطاع أن يمزج بين الحكاية الشعبية والبُعد الفلسفي للواقع، فخرجت أفلامه كمرآة صادقة للمجتمع المصري بكل ما فيه من تناقض وجمال.
لم يكن عبدالله مجرد كاتب سيناريو، بل كان مؤرخا من نوع خاص، يسرد تاريخ الشارع المصري عبر النكتة والمأساة، ويمنح أبطاله الهامشيين بطولة يستحقونها. ومن خلال أفلام مثل «الناظر» و«اللمبي»، ساهم في صناعة موجة كوميدية حملت توقيعه، وأطلقت نجومية جيل جديد من الممثلين، جمعوا بين العفوية والوعي الاجتماعي.
وأعربت الشركة المتحدة عن خالص تعازيها لأسرة الراحل وذويه، مؤكدة أن اسمه سيبقى محفورًا في ذاكرة السينما المصرية، وأن أعماله ستظل منارات تهدي المبدعين الشباب نحو فنٍ صادق يعبر عن الناس لا عن الأبراج العالية.



